:مركز المساعدات الاجتماعية
فرح الخدمة والقداسة من خلال الالم
على سرير مرضه، كان الخوري سيمون الزند يفكِّر كثيرا بالمرضى الذين ليس لديهم من يهتم بهم. وكان يردد أنه يتلقى العلاج في غرفة مريحة في مستشفى سان لويس، يخدمه الاطباء والممرضات والراهبات بتفان، فيما هو محاط بالاهل والاصدقاء. لكن أولئك الذين ليس لهم من يهتم بهم، ومن يؤمن لهم مصاريف العلاج المكلف، ماذا يفعلون؟
هؤلاء كانوا يشغلون ابونا سيمون حتى قبل مرضه. يفسح مجالا واسعا في الكنيسة لكراسي المعاقين، يوقف كل عمله في الرعية ليصطحب عاملة اجنبية تعرضت لسوء معاملة لدى مخدوميها الى المستشفى. يمضي جزءا كبيرا من عطلته السنوية مع المرضى في سيدة لورد، يساعدهم على التنقل ويتطوّع لمرافقته
لطالما كان موجودا من أجل كل هؤلاء، وكذلك من أجل مرضى الحالات الصعبة وعائلاتهم، ليشدّ أزرهم ويبحث معهم عن معنى آلامهم في قلب الرب. لطالما خرج من عنده اليائسون مسلّمين، متسلّحين بالصبر والرجا
trisomie 21وتروي سيدة انه لما عرف بأنها أنجبت طفلا مصابا بمرض
” ابتسم لها قائلا: “نيالك… نيالك، خصّك الرب بهذه النعمة“. لأنّه كان ينظر الى كل مرض على انه وسيلة للتقدّس وبلوغ السماء. وكان لديه همّ تقديس المرضى والمحيطين بهم
بعد مرضه، صار هذا الهم أكبر. فراح يصلّي ويتأمل… يقدِّم أوجاعه للمتألمين والذين في ضيق، ويفكّر في أهمية مرافقة المرضى ومساندة أهلهم والصلاة معهم، لفتح ابواب يدخل منها الرجاء والفرح النابع من الرغبة دائما بتظهير مجد الرب مهما كانت الصعوبات
بعد خمس سنوات على غيابه، ولد مركز المساعدات الاجتماعية-مؤسسة الخوري سيمون الزند في ايار 2007. ومنذ انطلاقه، لم يتوقف عن التوسع وعن استقبال مزيد من الناس كل يوم. في كل سنة، يقدم ادوية الى المحتاجين بقيمة ملايين الدولارات، وخصوصا بينها أدوية مرض السرطان. كما يقدم أسرة خاص بالمرضى، وكراسي نقالة وتجهيزات طبية أخرى…
فريق المركز الصغير مؤلف من متطوعين وحاضر باستمرار لتلبية كل نداء من اجل مرافقة من يحتاجون أدوية وتجهيزات او علاجات، لكن الاهم من يحتاجون سندا ورعاية وقلبا محبا وابتسامة وسلاما
“Partenariat de France- Santé 57″هذا المركز وجد شركاء قيمين له خارج لبنان مع جمعية
والسيدة كريستيان فالان الناشطة في الجمعية والتي عرفت ابونا سيمون وعملت معه قبل وفاته في مجال المساعدات الانسانية
“Le quartier du Liban”في مجموعة منازل يطلق عليها اسم
في مدينة ميتس في فرنسا، تعمل هذه الجمعية على جمع أدوية ومعدات طبية مخصصة لدرب السما من مستشفيات وتقدمات ومصادر اخرى، وترسلها الى مركز المساعدة الاجتماعية التابع للمؤسسة في لبنان في حوالى عشر شحنات سنويا
ومن شركائنا أيضا عدد من الجمعيات والمستوصفات والمؤسسات والشركات في داحل لبنان وخارجه، وهي مصدر مساعدات، او معها تعاون تبادل خدمات وأدوية وعلاجات طبية ومساعدات مختلفة
من شركائنا الداخليين أيضا أطباء وعيادات ومستشفيات تقدم لنا الكثير من العون. الى جانب جنود مخفيين لا يحصى عددهم يحاربون على جبهة العمل الانساني، يقدمون ما عندهم من وقت ومال ومواهب… لمجد الرب
للمضي في مشروع المركز، لزم القيمين عليه الكثير من الشجاعة، وايمان ثابت بتدبير الرب. والرب دبّر… وضع على طريقنا عددا لا يحصى من اصحاب القلوب الكبيرة وحلّ كل .الصعوبات التي كانت تعترضنا. مع الايام، صرنا موضع ثقة من كل الجهات المعنية بعملنا
.لكن العمل في حقل الرب لا ينتهي، والحاجة كبيرة، والكل مدعو للمساهمة على طريقته في هذه الورشة الاجتماعية والانسانية
في عظة ألقاها الخوري سيمون في احد الاعمى العام 1997، قال “مرة جديدة يسوع بيفتش عالمهمّش حتى يردّو عالجماعة: الابرص من القفر، النازفة من عزلتها، الابن الضال من غربتو، المخلع من مرضو، والاعمى من تسوّلو اللي وصلّو انو يكون عا طرف الطريق. مرّة جديدة يسوع بيثبت انو قادر يسمع كل صوت من اصواتنا لو قد ما تكون عاجقة حواليه… يسوع قلبو مدوزن ع أنّات الموجوعين وراس الحزانى وتنهدات المرضى. يسوع بعدو بيسمع لأنو حابب يسمع“
.أعطنا يا رب ان نبقي نحن ايضا قلوبنا “مدوزنة” على “أنّات الموجوعين ورؤوس الحزانى وتنهدات المرضى”